يحرص المختصون سواء كانوا أطباء أم رياضيين أن يسهبوا في إسداء النصائح والحث على ممارسة الرياضة بشتى أنواعها والمشي على وجه الخصوص بل أن من لا يحملون صفة المختص لا يجدون حرجا في التنويه على ذات الرياضة نظراً لما تشكله من أهمية من شأنها أن تساعد على تكوين جسم أفضل وأكثر صحة، حتى أن هنالك حملات توعيه كاملة باتت تهتم برياضة المشي، مما أفرز بطبيعة الحال إقبالاً كبير من لدن المجتمع بكافة فئاته كنتاج يراه كثر إيجابياً، ولكن ما يجله كثر أيضا أنه هنالك من قد يستغل الأماكن التي ظهرت من أجل ممارسة المشي من أجل تحقيق أهداف ومآرب أخرى، حيث أن عدد من الشباب والشابات أحالوا (الممشى) إلى ساحة للترقيم والتعارف وهذا ما تحقق فيه (الرياضي) في هذا العدد حيث خرجت بالتالي:
(مهمة ولكن)المهندس الشاب بندر الحمراني تحدث للرياضي في هذا الشأن بحماس شديد من خلال قولة: كلنا يعلم أهمية الرياضة بكافة أشكالها وأنواعها بما فيها رياضة المشي التي تعد وفقا لما يراه المختصون وأصحاب الخبرة والتجربة أهم الرياضات وأكثرها فائدة، لذا أحرص بين الفينة والأخرى أن أزور الممشى لممارسة هذه الرياضة ولكن أفاجأ صدقاً كما يعلم الجميع بما يقوم به بعض الشباب من تصرفات قد لايكون الممشى المكان المناسب لها، مع العلم أن مثل هذه التصرفات قد تحدث من زملاء لي، وأنا أعني من خلال حديثي هذا (الترقيم) وهو موضع تحقيقكم اليوم، بيد أني لا أجد أنه من العدل أن يتحمل الشاب كافة المسؤولية فبعض الفتيات يتعمدن من وجهة نظري أن يثرن الشاب من خلال إرتداء ملابس قد لاتكون محتشمة أو من خلال وضع عطور نفاثة ناهيك عن وضع الماكياج حول العينين إذا كانت منقبة أو على كامل الوجه إن لم تكن كذلك مما دعاني في مرات عدة أتساءل إذا كن أتين فهو من أجل ممارسة الرياضة أم لحضور حفلة حتى أن بعض أصدقائي علق على تساؤلي بأنه عرض للأزياء بطريقة مختلفة.
(الأمر طبيعي) أما صالح الغامدي فقد أكد أنه سبق وأن رصد بعينه الكثير من التحرشات بالجنس الآخر من خلال الألفاظ أو تقديم الأرقام كما أضاف مثل هذه التصرفات تحدث في السوق في الشارع وفي أي مكان لذا أجد أنه من الطبيعي أن تحدث في الممشى مازال أنه مكان عام كبقية الأماكن، ثم إني بت ألاحظ مؤخرا أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باتت تحضر إلى الممشى بشكل منتظم مما يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاظ معدل وقوع هكذا ممارسات، رغم تحفظي الشديد على طريقة هذا القطاع وأسلوبه في التعامل مع هذه الإشكاليات رغم بساطتها من وجهة نظري.
(تذكروا النهضة) بينما بدأ الشاب رائد الخطيب حديثه بإسترجاع الذكرى المؤلمة لحادثة ممشى النهضة بالرياض التي كان ضحيتها فتاتين محتشمتين تعرضوا لشتى صنوف التحرش من قبل ثلاثة شبان لم يكتفوا بالتحرش وحسب بل أنهم قاموا بالتقاط صور للواقعة ومن ثم نشروها لتتحول إلى قضية رأي عام أشغلت الشارع السعودي فترة طويلة انتهت بالقبض على المتحرشين لينالوا العقاب الرادع والجزاء الملائم لحجم الجرم الذي قاموا بارتكابه، وأضاف الخطيب قائلا: مثل هذه الحادثة يجب أن لا تنسى خصوصا من قبل الجنس الناعم إذ يتوجب على أن يتذكرا هذه الحادثة دوما حتى تكون عبرة لهم إذ أنه من غير الملائم لا شرعاً ولاعرفاً ولا لما تقتضيه العادات والتقاليد أن تخرج الفتاة من المنزل حتى ساعات متأخرة من الليل بحجة ممارسة المشي دون أن يتواجد معها محرم، وأنا هنا أحمل الفتاة المسؤولية كونها ناضجة وثانيا أحمل عائلتها التي سمحت لها بهذا الفعل وهذا لا يعني أنني أبرر للشباب بعض تصرفاتهم ولكن إذا فقدت الوسيلة لن تتحق الغاية، لذا يتوجب على العائلات أن تحرص على مراقبة الفتاة بشكل سليم حتى في ما ترتدي ليكون متوافقا مع تعاليم الشريعة الإسلامية وهنا أضمن أنها لن تتعرض لأي مضايقة حتى وإن كانت بين آلاف الرجال إذ تظل لها هيبتها وسطوتها التي تفرضها من خلال حياءها وحشمتها.
(الشاب مسؤول)وافقه الرأي سالم الزهراني إلا أنه شدد على أن الشاب المعني الأول إذ يتوجب عليه أن يحترم خصوصية المكان والهدف الذي أنشئ من أجله وأن لا يتجاوز حدود الأدب واضعاً في حسبانه أن المسلم لا يرتضي لغيره ما لا يرضاه لنفسه إذ أن من يتحرش بعائلات الغير سيتعرض حتما لذات الموقف مع عائلته على حد تعبيره.. وأضاف : عندما نشعر بمشكلة في أي أمر كان فإن المرجع والحل يأتي في الشريعة التي لم تذر صغيرة ولا كبيرة حتى حددت مالها وما عليها لهذا أتمنى أن نلتزم بتعاليم هذا الدين العظيم عندها أجزم بأن كل هذه المعضلات كبيرة كانت أو صغيرة ستختفي تماما لذا أناشد الشباب بأن يعودوا إلى ربهم وأن يكثروا من الإستغفار وأن يعوا مسؤوليتهم تجاه دينهم ومجتمعهم إذ أنهم يمثلونه.