350 قتيلاً وجريحاً وأميركا تتهم «القاعدة» و «ردود إنتقامية» كردية ضد التركمان ... يوم الانتحاريات يدمي بغداد وكركوك بغداد الحياة - 29/07/08//في مشهد أعاد الى الأذهان أياماً دموية شهدها العراق خلال السنوات الماضية، أسقطت أربع انتحاريات «الهدوء الأمني» الذي حققته استراتيجية زيادة عديد القوات الأميركية منذ منتصف العام الماضي، بعدما فجرن أنفسهن بجموع للزوار الشيعة في منطقة الكرادة وسط بغداد وبتظاهرة كردية احتجاجية على قانون انتخاب مجالس المحافظات في كركوك، ما أوقع حوالي 57 قتيلاً وثلاثمئة جريح.
وفيما أفسدت ثلاث انتحاريات الاجراءات الأمنية المحيطة بإحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم، أثار استهداف الانتحارية الرابعة تظاهرة كردية معارضة لقانون الانتخابات، سلسلة «ردود انتقامية» ضد مقرات أحزاب تركمانية، على رغم اتهام القوات الأميركية تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء الاعتداء. وفرضت السلطات العراقية حظراً للتجول من الثالثة بعد الظهر حتى السادسة صباحاً في أنحاء كركوك.
|
موقع التفجير الانتحاري في كركوك. (ا ب) |
وقال الناطق باسم شرطة المدينة برهان طيب طه لوكالة «أسوشييتد برس» إن امرأة نفذت عملية كركوك، مشيراً الى رؤيته بقايا جثتها في موقع الاعتداء. وأفادت القوات الأميركية أن العملية انتحارية، إلا أنها لم تؤكد جنس منفذها.
وفي وسط العاصمة، أفادت الشرطة العراقية أن 28 قتيلاً و117 جريحاً سقطوا صباح أمس في حي الكرادة التجاري عندما هاجمت ثلاث انتحاريات مسيرة للشيعة المتوجهين سيراً على الأقدام الى مدينة الكاظمية شمال بغداد لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم. وكان الناطق باسم خطة فرض القانون قاسم عطا حذر عبر «الحياة» من معلومات تؤكد نيّة جماعات مسلحة استهداف المناسبة.
وتؤشر هذه العمليات المتزامنة إلى تصاعد «ظاهرة الانتحاريات» في شكل لافت خلال الشهور الماضية، لا سيما بعد ارتفاع عدد هذا النوع من التفجيرات الى حوالي 30 خلال ستة شهور وقع معظمها في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد حيث أعلن قائد الشرطة اعتقال امرأة متهمة بتجنيد النساء بغرض تنفيذ عمليات انتحارية.
ويحذر سياسيون من اسهام هذا التكتيك النسائي الفتاك في عودة نشاطات تنظيم «القاعدة» الهادفة لاحياء النعرات الطائفية، والتي نجحت في استدراج سلسلة عمليات «انتقامية» رداً على هجمات نفذتها، ما وضع العراق عامي 2006 و2007 في خضم حرب أهلية طاحنة أودت بحياة آلاف من أبنائه وهجرت حوالي أربعة ملايين عراقي من منازلهم.
وبرزت مخاطر الاقتتال في شكل لافت في كركوك امس، بعدما أعقبت العملية الانتحارية سلسلة هجمات انتقامية استهدفت مقرات الأحزاب التركمانية في المدينة، ما استدعى مطالبة نواب عرب وتركمان الحكومة بإرسال قوات لإنقاذ «السلم الأهلي» بعد اتهامهم شرطة المدينة بالانحياز للأكراد.
وفي واشنطن حض البيت الابيض العراقيين وحكومتهم على التعامل بـ «هدوء ومثابرة» مع اعمال العنف الجديدة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو إن «الولايات المتحدة تدين الهجمات العنيفة التي تنفذ ضد العراقيين الابرياء». واضاف: «اننا نطلب بإلحاح من العراقيين وحكومتهم ان يتحركوا بهدوء ومثابرة ضد التهديد الذي يمثله متطرفون يمارسون العنف ويسعون الى زعزعة استقرار البلاد».