لم تكن بطولة الدوري الممتاز في العالم لتتبوأ موقع الريادة البطولية المحلية لولا أنها الوحيدة القادرة على كشف مدى إمكانيات الأندية من تخطيط وعتاد مالي وفني يمنحها طول النفس للمواظبة على مشوار المنافسة.
وللموسم الثاني على التوالي لم ينزل الاتحاد من على عرش صدارة الدوري، فبعد أن توج بكأسه الموسم الماضي, دخل الموسم الجاري بنفس روح البطل واستطاع المحافظة على صدارته حتى المباراة الفاصلة التي ستقام اليوم بينه وبين الهلال، الأمر الذي يؤكد أن الفريق الاتحادي يستحق أن يدرج ضمن الظواهر الإيجابية التي يجب التوقف عندها كثيراً قبل أن يسدل الستار عن بطولة الموسم، ويتوارى معها ما أنجزه الاتحاديون.
والسؤال الأهم " كيف استطاع العميد الاتحادي مقاومة كل العواصف منذ انطلاقة الدوري في أغسطس 2007حتى اليوم وهو على قمة هرم ترتيب الفرق في المسابقة ؟.
والإجابة عن هذا التساؤل تكمن في تفاصيل مشواره مع المواجهات بمختلف حساباتها المعقدة من جراء حسابات الفرق المنافسة.
مقومات البطل
لم تعد حسابات الفوز ببطولة دوري ترتكز فقط على ضرورة تحقيقك للفوز على منافسيك في جميع المباريات التي تقام على أرضك، بل تطور الفكر الهجومي وطموح الآخرين جعل الأمر أعقد من ذلك حتى بات عليك أن تحقق الفوز في أكثر من 30 % من مواجهاتك على أرض المنافسين، وما فعله الاتحاد هذا الموسم فاق هذا المعدل, فقد حقق 8 انتصارات خارج أرضه بدأها بنجران ( 2/صفر)، ثم على القادسية في الخبر ( 1/ صفر )، ثم على النصر في الرياض ( 5/1 ), ثم على الحزم في الرس (2/1 ) ثم على الأهلي في جدة (2/ صفر )، ثم فاز على الوحدة في مكة المكرمة (1/صفر ) ثم على القادسية في الخبر( 3/1) ثم على الاتفاق في الدمام ( 2/1 )، وبذلك يكون الاتحاد قد جمع 24 نقطة من انتصاراته على أرض منافسيه، كما أن الفريق حقق بعض النتائج الإيجابية الأخرى من خلال 3 تعادلات حققها خارج ملعبه مع الوطني والهلال والوحدة، وبذلك يكون قد حصد 27 نقطة من خارج ملعبه من مجموع نقاطه التي تربع بها على قمة الترتيب حتى اللقاء النهائي اليوم 48 نقطة، وبذلك يكون العميد قد حقق أكثر من 52% من نقاطه من ملاعب منافسيه.
عصفورين بحجر
من المهم لأي فريق يرغب في بلوغ القمة أن يكون قادراً على تحصيل أكبر عدد من النقاط من مواجهاته مع الفرق التي تطمع في منافسته على القمة، وهذا ما حققه الاتحاد بالفعل من خلال نتائجه مع الفرق الـ 6 الأولى في الترتيب العام للدوري، فقد تعادل مع وصيفه الهلال في لقاء الذهاب في الرياض بدون أهداف، وهزم النصر صاحب الترتيب الرابع ذهاباً وإياباً، وفاز على الاتفاق ( الخامس ) ذهاباً وإياباً، وخطف من الوحدة ( السادس ) 4 نقاط، ومن الأهلي ( السابع ) 6 نقاط, وخسر 4 نقاط أمام الشباب ( الثالث )، وبهذه النتائج يكون العميد قد ضرب بنتائجه الإيجابية مع منافسيه عصفورين بحجر واحد، فقد جمع لنفسه النقاط، وحرمهم من مزاحمته على الصدارة .
معايير بطولية
ضرب الفريق الاتحادي المثل لمن يرغب في القمة من خلال قوته الهجومية الضاربة التي تفوقت على نظيرتها عند المنافسين، فقد سجل 40 هدفاً في مرمى منافسيه، في حين لم يلج مرماه سوى 15 هدفاً حتى الآن، كما أن الاتحاد يملك رصيداً هائلاً ومتنوعاً من اللاعبين الهدافين، فقد بلغ عدد هدافيه في المسابقة 12 لاعباً، الأمر الذي يؤكد فنياً أن الفريق يؤدي بأسلوب جماعي، ويملك من البديل ما يكفي لتحقيق أهدافه على مدار أشهر البطولة التي دامت نحو 8 أشهر.
السؤال .. هل سيكمل الاتحاد مسيرته البطولية بالتتويج اليوم أمام الهلال, أم سينسف الزعيم كل هذا الإنجاز الاتحادي من خلال الدقائق الـ 90 للقاء اليوم؟.