سل صوت الغدر يوما من غمد الضغينة، غارسا حقده بين أضلاع الفضيلة.
نظرات عينيه تطاير شررها حسدا وغلا.
قد انجلى مكنونها عما تحويه من مراوغة واحتيال.
عندما هم بالرجوع متخفيا بكل لون، قاطعته قائلة:
على رسلك أيها المتفاني في الظلم والاستعباد!
أترى همتك تزييفا وافتراء وتأويل أباطيل!
وأين أولوا النهى، من شعارات تتبجح بها وتترنح؟
أطلقت العنان لكل إمعة متمصلحا، ليذوب في رأيك ويتمرد.
أما علمت أن ينبوع الخير والعطاء، عندما يجف، ننام على أصوات المكر، ونستيقظ على هتافات الخداع، ونتجرع طعم الظلم مرارة وحسرة.
لو كان الحجر يحمل بعضا من صفات الأحياء، وتحسسته، لوجدته أكثر إحساسا.
أو نظرت البحر لرأيته أكثر وفاء.
أو تطلعت لحياة الوحوش في البراري لكانت أكثر ألفة وأمانا.
- مسكين أنت يا هذا!!
- لماذا تنعتني بالمسكين؟
- لأنك جهلت الأمور، وما تبينت حقائق الأنباء.
- ولكنني حققت ما أصبو إليه.
- يتهيأ لك!
- كيف ذلك؟
- لأن النفس الأبية لا تخضع ولا تستكين.
قد دربت وروضت، بعكس الألم، على من يتلذذ بمعاناة الآخرين، ويتفنن في تعذيبهم.
صوتها يتردد صداه، انفض غبار الأحزان عنك، واذكر الله في سرك وعلانيتك. فبذكره تنسج حولك خيوطا من القوة، والمناعة.
اشتاط الغدر غضبا. وقال مهددا: سأعمل جاهدا بكل ما استطعت من وسائل ذميمة، لتشويه سمعتك ونبذك من المجتمع.
سأنزع من روحك ضياها. وأسلب عينيك صفاها.
وأغتال من شفتيك بسمتها.
- تراجع أيها المتغطرس المغرور. ولتعلم أنه ما اقترن تعاون باستبداد، واستغفال.
- فالحق صوته أبلج. عندما يدوي، يخرس ألسن شياطين البشر. والفجر عندما تشع خيوطه تتوارى كل الأنوار فتتساقط الأقنعة، وتظهر شمس الحقيقة.
- لأن الإرهاب ليس غرس أرض تجمعت فيها كل المعاني السامية!.