مشروباااات الطاقه

وقبل كل شيء، أسجل اعتراضي الشديد على تسميتها بـ "مشروبات الطاقة"! فهذا الاسم الحركي يوحي كما في إعلاناتها التلفزيونية بأنها قادرة بالفعل على إمداد متعاطيها بطاقة إضافية وقوة خارقة وأن تجعله "سوبر آدمي" يتسلق الجدران ويركض أسرع من أقرانه، ويحصل على العلامة الكاملة حتى وإن لم يقرأ صفحة واحدة من المنهج! بينما لا تتعدى الحقيقة، أن تلك المشروبات تزود الجسم البشري بمزيد من الأرق وزيادة في ضربات القلب واختلال في وظائفه وارتفاع في ضغط الدم وقائمة طويلة من المصائب التي لا تكفي هذه المساحة لذكرها، أي أنها باختصار ستقرب متعاطيها من المستشفى أكثر من أي وقت مضى!
الأبحاث الطبية تخرج لنا كل يوم بمصيبة أكبر من مصيبة اليوم الذي قبله عن تلك المشروبات والمداومة عليها! فقد أجرى باحثون في جامعة "ليفبورو" بمنطقة ميدلاند ببريطانيا دراسة على 10 بالغين متبرعين ـ فاضين ـ من ذلك النوع الذي يجلس أمام بقالة الحي بالساعات ـ من أجل معرفة تأثير تلك المشروبات المحشورة بنسب مرتفعة من السكر على قدراتهم العقلية! ثم ماذا حصل؟ بعد ساعة واحدة فقط على تناولهم لذلك المشروب أصبحت استجابتهم للأشياء من حولهم بطيئة جدا نظرا لأن الخمول هو أحد الأعراض الجانبية لها! أما بعد ساعة ونصف فقد أصبح طاقم التجربة بأكمله في عِداد النائمين!
وبنظرة سريعة لمكونات هذه المشروبات فإنه لا يوجد من بينها أي مكون يمكن الاعتماد عليه في التغذية الصحية السليمة، خذوا عندكم مثلا: سكريات متنوعة ـ كافين ـ جذور عشبة الجينكو بيلوبا ـ مياه غازية و مركب "غليوكيورولاكتون" ـ بالنسبة للمركب الأخير فإنني لا أعلم إن كان من أطلق عليه هذا الاسم يتمتع بكامل قواه العقلية أم لا ـ بينما التحذيرات تملأ جانبي العلبة تحذر من تناولها للأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم وصغار السن وكبار السن والحوامل والمصابين بالتهابات المعدة والأشخاص الذين يبدون حساسية تجاه الكافين و.. و.. والناس أجمعين.