غياب سميرة سعيد عن الساحة الغنائية لأكثر من عامين لم يبعدها عن قلوب وعقول عشاق صوتها.. طموحها بلا حدود وأحلامها كمطربة لا تقف عند نقطة محددة.. تبحث دائما عن الجديد في الكلمة واللحن ولا تترك صغيرة ولا كبيرة دون أن تهتم بها.. عادت سميرة سعيد للساحة الفنية بالعديد من المفاجآت الخاصة بألبومها الجديد الذي سيطرح في الأسواق خلال الأيام القليلة المقبلة.
في هذا الحوار تفتح سميرة سعيد النار على (الكليبات) العارية التي تشوه صورة نجوم الغناء لأنها تعتبر أن المرأة التي تسعى للإثارة تقلل من قدرها وقيمتها.
سميرة أكدت لنا في هذا الحوار بأنها ستلعب بطولة فيلم سينمائي بعد أن رفضت تقديم قصة حياتها في عمل فني.
*منذ عامين وأنت تؤجلين طرح ألبومك الغنائي الجديد.. لماذا هذا التأجيل المستمر؟
ـ أعترف أن فترة غيابي قد طالت, لكن هناك ظروف فرضت هذا التأجيل.. منها مشاكل العمل التي عانيت منها أثناء التسجيل والحمدلله استطعت التغلب عليها.. وأيضا ظروف عائلية خاصة بعيدة عن الفن.. أمور كانت تشتت ذهني وأدت لعدم تركيزي الكامل في العمل.. إلى جانب العزلة التي فرضتها على نفسي منذ انتقالي إلى منزلي الجديد.. كنت وقتها أبحث عن الهدوء الكامل. كما أنني قمت بإعادة صياغة وتسجيل بعض الأغنيات لأن تأجيل الألبوم جعل شكل وأسلوب هذه الأغاني قديم وبالتالي كان من الضروري إعادة تسجيلها من جديد.. بصراحة كنت أشعر أن الألبوم لم يكتمل كما كنت أحلم واخطط له.. كنت أشعر أن هناك اعمدة مهمة غير موجودة في الألبوم لذلك كنت أفضل التأجيل.
*هل تقصدين أنك تعانين أثناء اختيار أغانيك؟
ـ طبعاً.. لأن الأغاني الحلوة قليلة جداً وتحتاج بحث وصبر دائم للعثور عليها.
*الواضح أنك موسوسة في اختياراتك الفنية؟
ـ بعد تفكير قالت: قد أكون موسوسة قليلاً في اختياراتي الفنية لأنني اسعى لتقديم الأفضل.. أحب دائماً أن أقدم أحلى كلمات وألحان وتوزيع, وهذا هو اسلوب كل فنان.. واعتقد أن هذا القلق مطلوب لكن في حدود معينة.. والمهم في النهاية هو قناعتي بالعمل الذي اقدمه ويحمل اسمي.
*هل كنت تشعرين بالخوف من الانهيار الذي يتعرض له سوق الكاسيت ولذلك كنت تفضلين التأجيل؟
ـ سوق الكاسيت في حالة انهيار منذ سنوات طويلة والكل يعاني منه.. وقرار تأجيلي المستمر لطرح ألبومي كان بسبب ظروفي الخاصة وأيضا مشاكلي مع شركة (عالم الفن) المنتجة للعمل وهذه المشاكل استغرقت شهوراً كثيرة من المحادثات.. اعترف أنها مشاكل عادية خاصة بالأمور المادية فقط وكان من الضروري أن تكون هناك اتفاقات جديدة.. وهذه المشاكل جعلتني غير قادرة على التركيز في اختياراتي وتسجيلاتي.. فالاتفاق السابق كان منذ خمس سنوات وخلال هذه الفترة حدثت تفاصيل ومستجدات مادية جديدة تطلبت التعديل.. وفي النهاية وصلنا لحل يرضي الجميع.
*هذا هو ألبومك الأخير في عقدك مع الشركة, ما مخططك الجديد هل سيستمر التعاون بينكما من جديد أم ستنتقلين لشركة أخرى؟
ـ لا أفكر الآن في هذا الموضوع. وأفضل أن اجلس مع نفسي خلال الفترة القادمة لاتخاذ القرار.. والمهم عندي هو طرح الألبوم ومن المتوقع أن يكون خلال الفترة القادمة.
*تردد أنك سافرت إلى البرازيل لتوزيع مجموعة من أغاني الألبوم هناك؟
ـ قالت ضاحكة: سمعت هذا الكلام الغريب ولا ادري من أين يأتي البعض بمثل هذه الأخبار غير الصحيحة.. فأنا لم أسافر إلى البرازيل نهائياً ولم اشاهدها في حياتي.. ويبدو أن تسجيلي لأغنيتين تحملان الطابع اللاتيني جعل البعض يظن أنني سافرت إلى البرازيل لتوزيعها, وهذا غير صحيح بالمرة, فنحن في الوطن العربي لدينا موزعين رائعين وعلى أعلى مستوى, وموضوع سفري إلى البرازيل لتوزيع أغنياتي كلام مضحك وغير منطقي.
*وما حقيقة الأغاني التي تم تسريبها من ألبومك الجديد على الإنترنت؟
ـ بالفعل تم تسريب أغنية من أغاني ألبومي الجديد.. لكن هذه الأغنية لم تكن واضحة المعالم وكان تسجيلها مشوشاً.. فقد كان في زيارتي بعض الأصدقاء وكانت من بينهم فتاة خدعتنا وقامت بتسجيل الأغنية على جهاز تسجيل صغير دون أن يلاحظها أحد وبمجرد خروجها من منزلي قامت بطرح الأغنية على شبكة الإنترنت.. والحمد لله أن جودة التسجيل لم تكن جيدة وكانت غير واضحة المعالم.. وهذا الأمر انقذني لأن التسجيل لو كان نهائياً كانت ستحدث كارثة, لأن الأغنية من ضمن أهم أغاني الألبوم.
*ولماذا لم تقومي باستبعاد هذه الأغنية من الألبوم؟
ـ لأن الأغنية التي طرحت عبر شبكة الإنترنت لم تكن مسجلة بشكل نهائي وكانت مشوشة ولا فائدة منها للمستمع, لذلك فضلت أن ابقى عليها ضمن أغاني الألبوم. وقد تكون هذه الفتاة قد اقدمت على فعل ذلك بحسن نية, لكنها في النهاية أخطأت.
*هذا الموقف هل سيجعلك أكثر حرصاً في المرات القادمة؟
ـ طبعا لأن الموضوع خطير للغاية.
*في كل ألبوماتك الأخيرة نلاحظ حرصك الشديد على التعاون مع أسماء محددة من المؤلفين والملحنين والموزعين.. لماذا؟
ـ هم فنانون متميزون ولهم أعمالهم الناجحة وبالتالي أحب التعاون المستمر معهم.. إلى جانب معرفتهم المسبقة بما يصلح لي ويناسبني من أغاني.
*ولماذا لا تجربين العمل مع غيرهم.. هل تخشين التكرار؟
ـ لا وجود للتكرار لأنهم متجددين باستمرار.. كما أن قيامي بالتجربة مع آخرين يحتاج وقت طويل لأنك عندما تتعاون مع شخص جديد تكتشف أنه غير جاهز لتقديم أغاني متميزة.. وتشعر أن الخبرة تنقصهم وأنهم يحتاجون وقت أطول لتقديم عمل متكامل. وكلامي هذا لا ينطبق على الجميع, ففي ألبومي الجديد اتعاون مع ملحن جديد اسمه شريف قطة وأيضا اتعاون لأول مرة مع محمد يحيى.
*سمعت أنك سجلت دويتو غنائي مع المطرب المغربي إيلام.. ماذا سيضيف لك هذا الدويتو؟
ـ بالفعل سجلت الدويتو مع المطرب إيلام.. لكنني في اللحظات الأخيرة فضلت طرح الدويتو (سنجل) وبطريقة منفردة بعد طرح ألبومي الجديد بفترة وسأقوم بتصوير هذا الدويتو.. فقد وجدنا أنه من الأفضل طرح الدويتو بطريقة منفردة.
*غيابك الطويل هل سيؤثر على مكانتك في عالم الغناء؟
ـ لا اعتقد ذلك لأن الفن المتميز يفرض نفسه بقوة, واشعر بذلك من كلام الجمهور الذي يلتقي بي ويسألني عن ألبومي الجديد.. وكل ما يهمني الآن هو تقديم عمل جيد. اعترف أن فترة غيابي قد طالت وهذا شيء مرفوض عندي لأن الفنان يجب أن يتواجد باستمرار لكن الظروف الخاصة التي احاطت بالعمل جعلتني اتأخر في تجهيز العمل بسرعة.. وبإذن الله لن اكرر هذا الغياب مرة أخرى.
*خلال هذه الفترة, هل كنت تتابعين سوق الكاسيت لمعرفة ودراسة ما تقدمه باقي المطربات؟
ـ بصراحة لا.. ففي الفترة الماضية فضلت كما قلت لك الاختلاء بنفسي، فقد اكتشفت أنني عندما اتابع ما يقدم اشعر بالتعب والملل بسبب ما اشاهده من أعمال غريبة.. وقتها اشعر أنني (زهقانة) من شغلتي هذه, ولأنني أحب الغناء والموسيقى فضلت الابتعاد ولا اريد أن اكره عملي الفني.. حتى أنني اصبحت لا اتابع أي قناة غنائية حتى لا أكره الفن.. بصراحة المنظر العام للغناء يصيبني بالملل.
*لكن هذا الأسلوب خطير, فهو يفصلك عن عالم الغناء ويجعلك غير قادرة على تحديد مكانك وسط هذا الكم من المطربات والأغاني التي تقدم؟
ـ بالعكس أنا تشعر أنني تختار طريقة تفضل بعيداً عن التشتت الذهني, لأن الفن بالنسبة لي ليست مهنة بل هواية احبها واعشقها.. وقتها اظل اسمع أغنياتي وأغنيات الذين أحبهم.
*مثل من؟
ـ أحب شيرين عبدالوهاب واعشق سماع صوتها وأغنياتها وأرى أن أغنياتها قريبة مني وتشدني.. وأيضا نانسي عجرم صوتها حلو وتغني بشكل جيد وكذلك إليسا.. وهذه الأسماء التي ذكرتها اثبتت وجودها وتقدم فناً جيداً, وكنت أتمنى أن يقتصر الأمر عليهم وعلى المطربات اللاتي يقدمن الفن الجيد.. لكن للأسف هناك من يتواجد ويقدم فناً ضعيفاً يسيء للفن الغنائي.
*لماذا عدد المطربات أكثر من عدد المطربين في هذه المرحلة؟
ـ لا أدري فهناك اسباب كثيرة لهذه الظاهرة.
*هل السبب هو اعتماد الكثير من المطربات على اجسادهن وليس أصواتهن؟
ـ الموضوع في الماضي كان متوازناً بين الصوت والصورة.. أما الآن فالأمر أصبح يعتمد على الصورة فقط وبشكل غريب ومستفز وأرى أن المرأة التي تسعى للإثارة الزائدة هي امرأة تقلل من قدرها وقيمتها.. اعترف أن المرأة لابد أن تكون أنثى ناعمة ولكن ليس عن طريق الإثارة الزائدة المستفزة.. المرأة من الممكن أن تكون ناعمة ومثيرة ولكن في حدود.. ويجب أن تكون هناك خطوط فاصلة.
*هذه الأغاني العارية هل أثرت على تواجد الأصوات الحلوة؟
ـ هي أثرت على شكل المهنة بشكل عام, لأن الكل يغني الآن رغم أن الغناء هو عمل يتطلب احساس خاص وليس جسداً مثيراً أثر بالسلب على شكل مهنة الغناء.
*حفلاتك الغنائية في الفترة الأخيرة أصبحت قليلة جداً.. لماذا؟
ـ لأنني لا أحب الغناء في أماكن تقدم فيها المشروبات وغيرها من هذه الأمور, كما أنني لم أقدم البومات غنائية طوال العامين الماضيين لذلك فضلت عدم قبول أي حفلات لأنني أبحث عن شكل متميز اظهر من خلاله.
*ألا تعجبك الحفلات التي تقام حالياً؟
ـ الحفلات المهمة اصبحت قليلة جداً, وقد شاركت بعد طرح ألبومي السابق (قويني بيك) في الكثير من المهرجانات الجيدة منها قرطاج وجرش وكازابلانكا. عموماً ابحث الآن عن شكل وقفزة متميزة لنوع الحفلات التي سأقدمها, لأنني ارفض الشكل التقليدي للحفلات التي تقدم حالياً.. فلا يعقل أن اظهر على المسرح وخلفي فرقة موسيقية مثلاً.. أنا اريد حفلات لها طابع وشكل خاص لأنني ارفض أن أقدم نفس أسلوب الحفلات التي قدمتها منذ عشرين عاماً.. وهذا ما حدث عندما قدمت حفل توقيع البومي السابق, فقد كان حفلاً مختلفاً وبعدها أصبح كل المطربين والمطربات يقدمون نفس الأسلوب.. واليوم ابحث عن المختلف وعن حفلات غير تقليدية مليئة بالابهار.
*وهل ستجدين مثل هذه الحفلات؟
ـ طبعاً سأجد في ظل وجود تسويق جيد للحفل, لأن الناس لابد أن تستمتع بالحفلات المليئة بالفن والابهار.
*تردد أنك تنوين دخول عالم السينما من خلال فيلم يحكي قصة حياتك؟
ـ هذا غير صحيح لأن قصة حياتي عادية ولا يوجد بها ما يصلح لأن يكون قصة فيلم سينمائي.. وإن كنت أؤكد حرصي على تقديم عمل سينمائي في المرحلة المقبلة وأمامي الكثير من السيناريوهات سأتفرغ قريباً لاختيار أفضلها والدخول إلى بلاتوهات السينما لتصوير العمل في أقرب وقت فأنا متحمسة للموضوع.
*أخيراً الكلمة متروكه لك؟
ـ أحب أن اعتذر لكل جمهوري على التأخير غير المقصود ولكن الظروف كانت أقوى مني ولكنني أعدهم بأن ألبومي القادم سيكون في مستوى التطلعات، كما أنني اتمنى أن اكون وفقت في اختياراتي الجديدة، وأخيراً شكراً لكم.
موضوع: سميرة: هذه الفتاة دخلت بيتي وخدعتني 
الإثنين أبريل 21, 2008 11:34 am
