هناك عوامل كثيرة تدفعنا الى الانتقام وهى :
1 - أفكار الشر والشيطان الذي لا يحب ولا يريد السلام بين الناس أبدا .
2 - نحن ننتقم لأننا ننسى دوما الرب فى حياتنا ومشاكلنا حينما نكون بعيدا عنه ويسيطر علينا الشر تقوى شهوة الانتقام فى قلوبنا وتكشف مدى ضعف إيماننا بالرب وتنسينا تماما أن الرب وحدة المنتقم القادر العادل الجبار الذى لا يهزم أبدا وانه يمهل ولا يهمل أبدا ودوما يحكم البشر ويدير أمورهم بالحق والعدل والحياد التام ولكننا كلنا فى أغلب الآمر لا ننتظر حكم وعدل الرب لنا ولكننا نحاول دوما أن نقيم العدل والحق الذى نراه من خلال عيوننا العمياء ومن خلا بصيرة يحكمها الشيطان
3 - الغضب والانفعال الشديد تسكت صوت الحق بداخلنا وروح الحكمة تماما وان الغضب يضع نظارة سوداء على العيون ويجع الإنسان أعمى عن الصح والحقيقة وفى ثورة انفعالية شديدة ويجعلنا نستبعد الرب تماما ونقيم أنفسنا قضاة وجلادون ونحكم على الآخرين حسب أهوائنا ومشاعرنا وفى أغلبية الآمر لا تكون أحكامنا سليمة أبدا ولو نفذت لدمرتنا نحن أولا ثم من حولنا ومن رغبنا فى الانتقام منهم ولو تملك منا الغضب فترة طويلة نكون كمن اشتهى النار فى فمه وأحرق قلبه بها .
4 - نحن ننتقم لأننا نكرة وان الكراهية أعدي أعداء الرب لأنه هم قدم لنا أكبر حب على الصليب ولكننا نسينا ذلك وجعلنا الكراهية هى القائد لنا فى مشاكلنا بدلا من الرب والمحبة وأقول لكم إن الكراهية تلتقط الأشياء الصغيرة التافهة جدا وتصنع منها قنابل مدمرة حارقة للحب والخير وعلى سبيل المثال فإننا قد نستمع الى صديق أو محب أو قريب فى حوار ما ونسمع منه كلمات بسيطة وبريئة ولكن الكراهية لو كانت موجودة فى قلوبنا تجاه هذا الإنسان فنها تجعلنا نرى كل كلماته البسيطة البريئة فى صورة إهانات وشتائم ومساس بالكرامة لنا ويبدأ بداخلنا ينمو روح الانتقام على أشياء لا وجود لها إلا فى خيالنا نحن فقط ولم يخطى هذا الشخص فى حقنا احذروا يا أخوتى السماع الخطأ للكلام قبل أن تتصرفوا وتقررا فكروا جيدا فى معانى الكلمات والمقصود بها هل هو شر أم خير وكثيرا من الناس هدموا سعادتهم وحياتهم ورغبوا فى الانتقام والكراهية بسبب كلمات بسيطة لا معنى لها ولا أهميه لها كانت كلمات هزار ومرح ولكن من قلبه غير نقى قد حول هذه الكلمات الى قنابل وسهام مسمومة دمر بها نفسه ومن حوله .
5 - نحن ننتقم حين تستيقظ فى داخلنا روح الخصام والزعل والرغبات الشريرة التى تنتج عن بذور شر بداخلنا وندمر كل شئ حلو فى طريقنا وبيدنا نحن لمجرد إثبات الرأي والكلمة لنا وأننا أسيادا على مقادير الأمور وعلى شئون الآخرين من حولنا ولا نشعر أبدا أن ما نفعله خطأ كبير بل يزين لنا الشر أن ما فعلناه هو الصواب بعينة .
والسؤال الحائر هنا ماذا نفعل نحن ؟؟؟
وأقول لكم نصيحة هامة وهى ..
يجب أن نعرف أمرا هاما الذى يخطى ويسئ إليك يا اعضائنا انه إنسان ضعيف فى كل شئ فى فكرة وعقله وإيمانه وفى أعماقه يجب أولا حينما نواجه موقف صعب نفعل الآتى :
الصمت والهدوء هما أساس التركيز العقلى العالى من يسمع جيدا ويفكر جيدا بعمق ويلغى تماما الغضب والانفعال والعصبية لدية وينسى كل المؤثرات التى حوله والتى كثيرا ما تؤثر على تفكيره وتصرفاته وسلوكياته يستطيع فى هذه الحالة أن يصل الى درجات عالية من التركيز العقلى فى التفكير والتذكر وتنظيم الأفكار بداخل عقلة وترتيبها جيدا والوصول الى حلول للمشاكل والأمور الصعبة التى تواجهه واتخاذ قرارات سليمة صحيحة تفيد وتحقق نجاح وأكبر قدر من المكاسب وتقلل الى أقل حد من الخسائر والفشل ونصيحتي الى كل شاب وفتاة حينما يواجهون موقف صعب أو مشكلة كبيرة أو أزمة فى الحياة أو مع العائلة أو الأصحاب ألا تكون دوما ردود أفعالهم سريعة بدون تفكير حتى لا يزيدوا المشكلة الأصلية أو يخسروا موقفهم وبدلا من أن يكونوا هم أصحاب الحق يصيرون هم الذين عليهم الحق يجب أولا الصمت وعدم الرد أو التصرف مباشرة ثم التنفس بعمق وبانتظام وهدوء وغلق الفم تماما والنظر بعيدا الى آى شئ ثابت وهادى والسماع الى أقصى درجة لكل التفاصيل والأمور ثم التفكير بعمق وتركي ونسيان كل المؤثرات المحيطة آى يعيش الفرد فى عالم آخر غير المحيط به ولو لمدة دقائق معدودة وتنظيم الأفكار جيدا وترتيبها ثم لا نهمل ولا ننسى أن ما حولنا من بشر سواء كانوا أهل أو أصحاب ليسوا ملائكة يعيشون على الأرض بل بشر لهم من الأخطاء الكثير ولا ننسى أيضا أننا معرضون للخطأ فيجب أولا أن نفكر ونتأمل ونبحث عن الدوافع والأسباب التى أدت الى الموقف أو المشكلة هل هى خارجة عن اراده من حولنا من الناس أم نابعة من أفكارهم وسلوكياتهم هل لهم أعذار تشفع لهم أمامنا ولا لا هل نحن أحد أسباب هذه المشكلة أم لا يجب أولا قبل آى تصرف أو فعل أو حديث أن نفكر فى كل ما سبق حتى نستطيع أن نصل الى حلول وقرارات سليمة بدون أن نخسر أحد ويجب أن نعطى أعذارا للناس ونسامح حتى نجد عندهم هذا الآمر أيضا ولكن إذا تكررت نفس الأخطاء منهم وأصبحت مؤثرة علينا وتضرنا ولا عذر لهم يجب هنا فى هذه الحالة أن نقف ونقول لا كفى و إما أن نعاتب ونوضح العيوب لكى لا نخسر أحد و إما أن نعاقب بحكمة لكى نحمى أنفسنا من الضرر الواقع علينا أو اختيار وسيط يقوم بهذه المهمة بدلا منا .
واعلموا جيدا أن رابح النفوس حكيم ولقد أعطيتكم الكثير من الطرق والحلول فى مواجهة المشكلات والحلول السليمة تعتمد دوما على حكمة الفرد نفسه كما قلت فى السطور السابقة .
ثانيا : الإنسان بطبعه لا يقدر بسهوله أن يغفر أو يتجاوز عن الإساءة ويتسامح ويعفوا عن الذين يسيئون إليه وهذه من طبيعة الإنسان بعد السقوط وأيضا بعد الفداء طالما الشيطان فى العالم موجود ودوما الإنسان يريد أن ينتقم وأن يسترد كرامته وحقوقه المفقودة لدى الآخرين لو كان مظلوما وحتى لو كان هو الظالم فهذه طبيه بشريه ناقصة وليس كاملا سوى الرب فقط ..
ولكن أحب أن أقول للجميع كلاما ليس من عقلي وحدة بل من لمسة الله بداخلى ويعمل جيدا فى جسدى وعقلي وحياتي أقول :
إذا أراد الإنسان أن يعفو ويسامح فلابد أن يطلب قوة من الرب أولا ليمنحه الرب بداخله قوة خاصة من عنده لأن الرب وحده يستطيع بروحه أن يمنح الرضا والحب بلا حدود ويعطى التعزية الكبيرة والسلام الغامر بلا حدود أيضا وأيضا روح الرب وقوته وحبه هو الذى يستطيع فعلا أن يطفئ ثورة الغضب ويقتلع جذور الكراهية ويطهر القلب من الشر وروح الانتقام والخصام إن اللمسة الربانية التى يضعها لنا الرب فى قلوبنا لا حدود لها فى الخير وهى التى تملا النفس ثقة وأمان وإيمان ويقين أن الرب معنا كل الوقت ولم ينسانا أبدا مدافعا عن حقوقنا مهتما بكل أمورنا حتى الصغيرة منها وأن خير صديق ووكيل لنا نسلم له حياتنا ونحن غير خائفين شئ أبدا وان لم نستطع أن نغير من أنفسنا بسهوله نصلى الى الرب بصدق وأمانة طالبين منه أن يغيرنا هو أن يدخل حياتنا التى أخرجناه منها نحن أن مصلى ونطلب ونصلى ونلح فى طلبنا لأننا ليس لنا سواه وكل أمورنا وحياتنا بيده هو لا بيد غيرة .
اتمنى يعجبكم
تحياتي/سااااااااااااااااااااااااااره