التقاءالزمان والمكان

من الأمور الشيقة مسألة توافق الاسم مع المسمى، بمعنى هل يمكن الاستدلال من معاني أسماء الأماكن على صفة أو خاصية للمكان نفسه؟ كنت أقرأ في أحد الإصدارات لمؤسسة القوافل للنشر ومن ضمن ذلك مؤلف ضمن سلسلة "قرى ظاهرة على طريق البخور" كتبها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري، الأكاديمي والآثاري المعروف، وقد أتحفني مشكورا بنسخة من مجموعة السلسلة ومنها واحد عن مدينة تيماء، وهي مدينة وواحدة من المحافظات الست التابعة لمنطقة تبوك الإدارية بشمال المملكة العربية السعودية، وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك بحوالي 265كيلو مترا، ولا تبعد عن مشارف صحراء النفود التي تقع شرقها إلا ما يقارب الأربعين كيلا. أما آثار تيماء فمتعددة فمنها ما هو داخل أسوارها ومنها ما هو خارجها وتشمل معالمها الآثارية: السور نفسه والقصور والآبار والرجوم والأبراج والمقابر والنقوش والكتابات الأثرية على طول الطريق التجاري ما بين مدائن صالح وتيماء، وهذا الطريق الأثري المتجه إلى الشمال الشرقي ما هو إلا الذراع المتفرع من الطريق الرئيسي القادم من جنوب الجزيرة العربية والذي ينتهي إلى بلاد الرافدين، أما الذراع الآخر فهو المتجه إلى الشمال الغربي مارا بتبوك ثم إلى بلاد الشام وفي مقدمة الكتاب يذكر المؤلف ما يتعلق بموقعها وأصل تسميتها، فيذكر أن تيماء ذكرت في معاجم اللغة لتعني الأرض التي لا ماء فيها، أو أرضا قفرا لا أنيس فيها، ثم يعقب فيقول إن هذا يخالف الواقع حيث أن تيماء منطقة تشتمل على أراض خصبة وبها مياه جوفية عذبة ويخترقها عدد من الأودية التي تمتلئ وتجري بالمياه في مواسم المطر، ومن هذه الأودية الغرب والسيفية والرضم والخويلد والهمي. ومن هنا نقول أن ليس هنالك من ارتباط بين الاسم والمسمى بشكل مطلق، على الرغم من المقولة الشائعة على الألسن: أن لهذا وذلك من اسمه نصيب.
وما دمنا بصدد الحديث عن الصحاري والأراضي الجدباء، فإن صحراء أتاكاما Atacama في شمال شيلي بأمريكا الجنوبية تعتبر الثانية من حيث شدة الجفاف بعد قارة أنتاركتيكا، التي تعتبر صحراء شديدة البرودة حيث يتوسطها القطب الجنوبي. وعلى الرغم من أن مدار الجدي capricorn يمر من خلال الإقليم، فإن أتاكاما تقع في ظل المطر للمرتفعات الساحلية الشيلية، وبينما تحصل معظم المناطق على نسبة من الرطوبة من الضباب أو المطر النادرالحدوث خلال بضع عقود فإن أوعية قياس المطر في كالاما لم تسجل أبدا أي تساقط يستحق الذكر. أتاكاما تعتبر صحراء مرتفعة، حوالي ثمانية آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر، وباردة حيث يتراوح معدل درجة الحرارة السنوي ما بين صفرإلى 25درجة مئوية. ومثل معظم الصحاري فإن موارد شيلي من النترات تأتي من هذه الصحراء، ومنذ بداية إنتاج النترات الصناعية، أصبحت صحراء أتاكاما المسؤولة عن تصدر دولة شيلي في إنتاج النحاس، ويأتي من شرقيها أو بالقرب من حدودها مع الأرجنتين.

تعرف الصحاري بأنها الأراضي القاحلة arid lands، وهي تلكم الأقاليم التي ينالها نصيب أقل من قدرتها التوازنية بين التبخر والرطوبة evapotranspiration، ويشمل ذلك التبخر من التربة إضافة إلى ظاهرة التعرق transpiration من النباتات بالقدر الذي يعادل الفاقد أو يتجاوزه، فيكون الناتج بالسالب بالنسبة لكمية التساقط الضئيلة، ويختصر المصطلح بحرفين هما (ET). ومن العادة أن تنعت ظاهرة التساقط في المناطق الصحراوية بالتيهان erratic، ويعود ذلك لكونها متذبذبة في مقدارها من سنة إلى أخرى، والمعروف أن معدل كمية التساقط السنوية في معظم الصحاري يبلغ خمس بوصات، إلا أن هذه الكمية قد تكون ثلاث بوصات في سنة ولا شيء في السنة التالية وبوصة ونصف في السنة الثالثة وبوصتين في الرابعة وهكذا. ولذلك فإنه لا يعول على المتوسط السنوي للتساقط في المناطق الصحراوية ليكون أساسا لتوقع مقدار التساقط الفعلي كل عام.

وفي سياق الحديث عن الصحراء نقول إن من الجوانب المرتبطة بالمظاهر الأرضية أو نوع المناخ السائد نوع الثقافة، أفليست حضارة قبائل الطوارق في الصحراء الكبرى في الشمال الأفريقي ذات ارتباط بتلكم الصحراء العظيمة. الصحراء الكبرى هي أكثر من كونها رمالا، إذ لاتشكل الكثبان الرملية فيها سوى واحد ونصف في المائة من مساحتها، ولكن الصحراء الكبرى نفسها عظيمة تتجاوز مساحتها خمسة ملايين من الكيلومترات المربعة، وتشكل الصحراء الكبرى ثلث مساحة قارة أفريقيا وتعادل مساحة الولايات المتحدة الأمريكية تقريبا. وبالنسبة لهذه المساحة فإن كثيبا رمليا واحدا يعتبر عظيما في حد ذاته، إذ تبلغ مساحة ما يعرف بالعرق الليبي المساحة الإجمالية لفرنسا. أما معظمها (أو 70في المائة من مساحتها) فعبارة عن سهول مغطاة بحجارة وأتربة، وتشكل الهضاب الجيرية والمرتفعات الجبلية النسبة المتبقية من إجمالي مساحتها.

أما الطوارق، الذين يتوزعون بين الأجزاء الجنوبية من الجزائر والنصف الغربي من النيجر والجنوب الشرقي من مالي، فيعتبرون قبائل رعوية. وينقسم الطوارق من الناحية الاجتماعية إلى خمس مجموعات: الطبقة الخاصة (النبلاء) وهم ملاك الأراضي والجمال، والتابعون وهم الزراع والرعاة في الأراضي التي يديرها النبلاء، ثم من انحدر من طبقة الأرقاء، إذ أن الرق تم إلغاؤه في الصحراء منذ الأربعينيات، يعمل في الغالب مع من انحدر من طبقة الملاك، وهنالك العلماء والقادة الدينيون الذين يقومون بالتوجيه والتعليم الديني، وأخيرا هنالك الصناع ويشكلون الطبقة المنبوذة ويمتهنون العديد من الصناعات لجميع متطلبات الحياة في الصحراء من أدوات للجمال وأدوات الزينة للنساء والسلاح ومعظم الأدوات المنزلية.

والصحراء الكبرى تعرف بأنواع الرياح المشهورة السائدة فيها، ومنها ما يكون مرتبطا بفصول معينة من السنة. رياح الخماسين الحارة والمشبعة بالرمال تعبر الصحراء من مارس إلى مايو، ورياح الهارمتان رياح جافة مغبرة يطلق عليها رياح أفريقيا الغربية التجارية، تهب من الشمال باتجاه خليج غينيا من وسط شهر نوفمبر إلى وسط شهر مارس. وتتمثل تأثيرات الهارمتان، في بعض دول غرب أفريقيا، في كميات الغبار الذي تحمله هذه الرياح مما يحد من مدى الرؤية وحجب الشمس لعدة أيام، مثلما يفعله الضباب الكثيف، ولاحتوائها على ذرات الرمال ينتج عن ذلك ما يعرف بسديم الهارمتان. وتضطر شركات الطيران إلى إلغاء العديد من رحلاتها مما يكلفها خسائر مالية عظيمة. وينتج من التفاعل بين هذه الرياح مع الرياح الموسمية الدوامات الأرضية العنيفة. أما الرياح المعروفة بالهبوب، فعلى الرغم من كونها حاملة لذرات الرمال، فهي أقل حدة وتأثيرا من سابقتيها. ومن هنا يمكننا أن ندرك الدافع من وراء تلثم رجال الطوارق الذين يجوبون تلكم الصحاري الشاسعة ذات الخصائص المناخية، التي تم طرح أهم جوانبها، ألا وهي الرياح المشبعة بحبيبات الرمال، دون النساء اللاتي يعتبرن أقل حراكا من الرجال ضمن الإطار الحضاري والثقافي لهؤلاء القوم.

ولقرون عديدة جابت القوافل الصحراء الكبرى، وعلى الرغم من احتوائها على واحات، إلا أنه لعظم حجم الصحراء فإن القوافل تسير لعدة أيام قبل أن تصل لأقرب واحة. وتقوم الواحات الزراعية بدور المناول التجاري بين الموانئ في شمال أفريقيا وأسواق منطقة السفانا إلى الجنوب من الصحراء. وتعتبر الصحراء الكبرى من أشد مناطق العالم حرارة، حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة في بعض مناطقها إلى حوالي 58درجة مئوية. وليست درجة الحرارة التي تشكل هذه الصحراء بل الجفاف الشديد، إذ أن قارة أنتاركتيكا المتجمدة يمكن اعتبارها صحراء باردة، كما سبق وأن ذكرنا ذلك، ولا تتلقى الصحراء من المطر إلا ما يقل عن ثلاث بوصات سنويا، وللحديث تتمة بحول الله تعالى.

أ

شكراا لك على الموضوع القيم
و المعلواات القيمة
تحياتي

دكتوره /الف شكر لمروووورك الراااااقي

الشكر لك سيد المنتدى
على الموضوع القيم
تحياتي

يسلمووووووووووووووووووووووو

الله يسلمك
تحياتي

لف شكر مروووووورك غااااااااااااالي

يسلموووووووووووووووووووو

الف شكر الكم لمروووورك الاجمل

مشرفه عدد الرسائل : 252 تاريخ التسجيل : 10/05/2008

الفارس

اشكرك على هذه المعلومات القيمه
وهذا المجهود من أجل التعريف بهذا المنطقه
شرح وافي
يعطيك العافيه
تحياتي

غلاهم

غلاهم 00شكرا الك لمروووووورك الرائع