شق الفجر بنوره أرجاء الأرض... وزقزقة العصافير تتصاعد الى مسامعي لتعلن عن بدء يوم جديد.. لكنه هو.. ليس كغيره من جنسه ولكأني على موعد معه فلا يغادر مكانه الا بعد ان يطرق بمنقاره نافذتي طرقة أو طرقتين..
اعتدت تلك الصباحات.. ألفتها.. تناغمت نفسي معها.. أحببتها وأعلنت عنها لكل من أحببت.. وجاء اليوم ليس كأي يوم.. وكأنما طلعت شمسه من بين تراب الأرض لا من سمائها.. مرت الشمس على داري.. ما لي لا اسمع صوته ولا نقره.. ولربما فعلها قبلا ولم اشعر به لما اعتراني من اعياء وإن كنت ممن لا يثقلهم النوم.. مر اليوم.. ولم احفل به لكثرة مشاغله.. استلقيت على فراشي.. وضرب النوم على رأسي.. ورغم ذلك استيقظت قبل طرقه انتظره كما اعتدت منه.. ولكنه لم يأت..
لم يكن الاعياء بالامس هو السبب في عدم سماعي لنقره.. فاليوم ايضا لم يأت.. بالأمس تتصاعد ذبذبات صدى صوتك الى مسامعي فأصحو كم لا هم له..
أصحو وكأني اسمع همسك.. بوحك.. في تناغم جميل مع بني جنسك..
افتح نافذتي.. وابتسم لصباح يغشاه الرضى.. فأجدك قد حلقت عاليا تضرب بجناحيك رياحاً باردة تحت سماء مدججة في كبد الشتاء..
واليوم طائري.. أينك؟.. اتاهت بك الدروب عن ارضي؟ أم أن جناحيك افترشا سماء غير سمائي..
عد إلي طائري الجميل.. عد إلي.. وسأبقيك في نفسي سراً..