مدخل: "الساحة الشعبية" تعود بنا إلى ذكريات تتطابق مع مشاهد كثيرة، وطالما أن الوضع انكشف وبات واضحا قررنا تقديم التالي.
سيلفر(قرصان محترف): شخصية غامضة تحاول أن توهم المتابع أنها تقف مع الشعر الجميل وتساند الحركة الثقافية المحكية ولكن اتضح في النهاية عكس ذلك.
جيم (شاعر جيد): لم تنفعه النوايا الحسنة وهو يخطو نحو هدفه، أعطى ثقته لمن يستحق وخسر الكثير إلا أن المعادلات السليمة أكدت أنه كسب الرهان في النهاية.
فلنت (ببغاء سيلفر): يحط بهدوء على كتف سيلفر، يردد عباراته، أحياناً يتحدث بالنيابة عنه، وأحياناً يردد ما يجول في ضمير سيلفر قبل أن ينطق به، ربما لأن سيلفر أعظم من أن يخرج على الناس بمثل هذا الكلام!
مدخل ثان
وعلى بركة الله نؤكد أن ثمة علاقة وطيدة تجمع بين القرصنة والشعر، وذلك من خلال الأساليب المتبعة حاليا من أغلب ممولي مشاريع الشعر، لذا كانت النتائج أشبه "بالجريمة" ونحمد الله أن الجمهور قرر أخيرا أن يقدم صوته كموقف رغم الشكوك الكثيرة حول استمراريته في ذلك، فالعديد من الأشخاص جذبهم الشعر وهم في الأساس لم يشاهدوا سوى وهج حضوره وشكله الخارجي لذا حين صعبت محاولات الدخول لم يكن ثمة خيار سوى التعامل معه كوسيلة أو غاية في كثير من الأحيان، وعليه يؤكد الكثيرون أن السنوات العشر الأخيرة كانت زاخرة بكل شيء إلا الشعر لذلك نجد أن مطالب كثيرة بدأت تتوجه نحو شعراء جيدين كي يقلدوا نهج شعراء غير جيدين خدمتهم ظروف "بيئة" الشعر الحالية في كسب شيء من نجومية وليس الانتشار! قراصنة الشعر هاجموا الشعر وسرقوا كل شيء إلا ضمير متابع "محترم" و "رأس" شاعر "محترم أيضا"!
عار الشعر
"سيلفر": هو الذي أجبر الشعراء على المضي نحو أثره، وصدقوا كذبته!
"سيلفر": كل شخص شوه الشعر!
"سيلفر": ضحك الناس عليه حين شاهدوا ببغاءه يمدحه!
"وعلى طاري المدح"، من الذي أوهم شعراء "اليومين دول" أن قصائد المدح لا تحتاج إلى الشعر داخلها!
منذ سنوات عديدة "جدا" مدح أحدهم الشريف بركات قائلا:
فتىً لا يرى الأموال إلا ودائع
إليه سوى رمح وسيف أبيض جالي
هنا مدح وشعر، القرصنة تعادي الشعر في المديح! كذلك الضوء في هذه الأيام يكشف "اللا شعر" وكأنه يتسرب لثقوب تعري الأساس وقاعدة الانطلاق خاصة حين تستعين بضوء الكاميرات والمسارح.
وبعيدا عن الفلسفة، معادلة الشعر في المرحلة السابقة تعتمد على حضور فضائي مطرز بشخصية يوجهها صاحب الفضل في خروج الشاعر عبر "الفضاء" وبالتالي قلة الجاذبية أفقدت الشعر جاذبيته نحو الأرض والعشب الأخضر.
كلام من الآخر
اجتمع هدف الشعراء بمن فيهم "الجيدين" على رغبة الحضور الجيد والانتشار وحصد النجومية وهذا حق مشروع، وفي السابق كانت قنوات هذه النجومية تعتمد على قصائد تنشر وتقرأ ويعود لها القارئ حتى تتشكل قناعة في ذهنه أن هنالك مطر دائم الهطول، وهنا أخذ الشعر شكل "المواسم المعشبة" ينتظره القارئ من وقت لآخر كي يشعر بقيمته ولذته وقطراته، ورغم وجود العديد من الأخطاء في الجهات المعنية بنشر القصائد على الصعيد المقروء إلا أنها حين كانت لا تعتمد على "لغة رقمية" "ومكياج يصاحب ابتسامة أمام الشاشة" كانت أجمل وأكثر شاعرية في اختيار "الأسماء التي تقدمها"، ومهما حاول صناع الحضور الفضائي نصب الأفخاخ والوهم للشعراء أن النجاح يبدأ من خلالهم فلن ينجحوا حيث إن الفرق واضح بين الجماهيرية والانتشار، فهؤلاء "الصناع" استطعوا أن يساعدوا الشعراء على الانتشار والحضور ولكن لن يكون بمقدورهم فرض النجومية على القراء و"المشاهدين" إلا في حالات نادرة جدا أو تكاد تكون حالة واحدة فقط "فهمتوا"؟
مخرج
ذكرت العديد من المصادر أن جيم بدأ في رسم ابتسامة عريضة لأن بوادر انتصاره بدأت تلوح في الأفق وفي "النفق" كذلك.