تاج محل
حكاية حب خالدة
بُني هذا الضريح الضخم والجميل على الضفة الجنوبية لنهر جومنا، خارج مدينة أغرا الهندية، بناءً على أوامر الإمبراطور شاه جهان، ابقاءاً لذكرى زوجته المحبوبة الحسناء أرجومند بانو بيغوم، المعروفة باسم ممتاز محل (معناها "مختارة القصر")، فلقد توفيت وهي تلد إبنهما الرابع عشر، في مدينة برهنبور، في السنة 1631، بعد أن كانت شريكة حياة الإمبراطور طوال سنين زواجهما الذي تم في السنة 1612
شرع في أعمال البناء في سنة 1632 بعد أن وضعت الخرائط والتصمايم من مجلس المهندسين المعمارين من الهند وفارس وآسيا الوسطى
الفضل في وضع التصميم الأخير يعود إلى أستاذ عيسى، وهو إما تركي أو فارسي، على الرغم من أن معلمي البناء والبنائين والمطعمين والمرصعين (للزخرفة المعروفة بالحفر والتنزيل)، والخطاطين، مثل المواد التي عملوا بها، كانوا من مختلف أرجاء الهند وآسيا الوسطى
استخدم أكثر من 20 ألف عامل يومياً لإنجاز الضريح نفسه في سنة 1643، علماً بأن تاج محل إستغرق بناءه 22 سنة، وكلف 40 مليون روبية
يعتبر تاج محل من أروع إنجازات الفن الإسلامي المعماري، واحد من أروع جواهر الحكم المغولي
عقب إنجازه أحس شاه جهان بانه يريد الموت بعد أن تحقق له ما أراد من الحياة
و يحكى ان تكاليف بناء هذا الصرح هو الذي دفع ابناءه باتهام ابيهم بالجنون و بعد مرض شاه جهان بدأت قصة الصراع الدامي على السلطة بين أبناءه الأربعة، ففتك إبنه أورنجريت بإخوته الثلاثه وزج بأبيه المريض في السجن في إحدى قاعات القلعة الحمراء
كان يعزي شاه جهان وقوفه أمام مرآة وضعها له أحد المهندسين في أحد الأعمدة تعكس صورة الضريح الذي يبعد عدة أميال عن سجنه، وكانت آخر كلمات ممتاز وهي تودع الدنيا "لا تتزوج من بعدي، لن تحب إمرأة مثلي، لا تنس أن تزور قبري!..."
كان يزور قبرها وهو حر طليق، وظل يزوره عبر المرآة وهو سجين، حتى أغمض الموت عينيه سنة 1666
المدخل الامامي لتاج محل و تعلوه 22 عصا مصنوعة من المعدن الخالص ترمز الى عدد السنين التي بنيت فيها تاج محل
من عجائب هذا المبنى كذلك بنائه على خاصية النظير التام
فكل جزء من نقش او قبة او مئذنة على اليمين يوجد لها نظيره التام على اليسار و الضريح ينعكس كليا على جدول الماء الامامي
يتغير لون المبنى الخارجي بحسب تغير اشعة الشمس الساقطة و درجة الحرارة
اللون الابيض الى النيلي الى البنفسجي
أروع وصف لتاج محل، أطلقه نهرو
هو ليس قبراً ... هذا أغنية من المرمر
لقد رَسَّم " النحّاتُ " على جدران القبرين وبعض الجُدران الأخرى أشكالاً من الزهور الجميلة بألوان زاهية جميلة من قطع صغيرة من الأحجار الكريمة المختلفة ، كما صنع زخارف مختلفة ، كلها بيده ، يُركبها من هذه الحجارة ، مستخدماً أدواته و قد استمر تجميع و احضار تلك المواد و الاحجار سنين عديدة و استخدم في جلبها الف فيل