المخدر الأكثر رواجاً لدى أصحاب الكيف.. الحشيش
(الموت في أوراق))
حسام الغامدي ـ جده ورق يمثل (كفن) يلف خيوطه حول (الموت) لتخرج سيجارة متوهمي معانقة السحاب بدخان، مخدر بات يعد الأكثر رواجاً والأكثر خطراً في ذات الوقت، تدخينه لا يقتصر على سن معين أو جنس معين، فهو سم يمتد سريعا لينخر دون هوادة طبقات المجتمع بمختلف التوجهات والأعمار ولكن (الشباب) أو المراهقين على.....
تفاصيل الخبر
حسام الغامدي ـ جده ورق يمثل (كفن) يلف خيوطه حول (الموت) لتخرج سيجارة متوهمي معانقة السحاب بدخان، مخدر بات يعد الأكثر رواجاً والأكثر خطراً في ذات الوقت، تدخينه لا يقتصر على سن معين أو جنس معين، فهو سم يمتد سريعا لينخر دون هوادة طبقات المجتمع بمختلف التوجهات والأعمار ولكن (الشباب) أو المراهقين على وجه الخصوص هم الأكثر عرضة لتعاطيه، وانتشاره بشكل كبير حقيقة يصعب نفيها حتى أنه تعدى مرحلة (المشكلة) ليضحي (ظاهرة) تستحق صدقا البحث والاهتمام لذا ارتأت (الرياضي) أن تفتح ملف القضية الشائكة (الحشيش) لتحقق وتستطلع الآراء لتخرج بالتالي:
* العسيري: حياتي دمرت والحشيش في دمي م.عسيري شاب عشريني عانى ولم يزل يعاني من تعاطيه لمادة الحشيش المخدر، حاول غير مرة أن يتداوى بعد أن أقتنع متأخراً على حد تعبيره بخطأ ما يفعله إلا أنه لم يلبث حتى عاد لما أعتاد أن يفعله، وهنا يتحدث لـ(لرياضي) بشيء من الحزن والأسى إذ يقول: كانت البداية أثناء المرحلة المتوسطة بالتحديد في العام الأخير منها، حيث قمت مع أصدقاء لي بالهروب من المدرسة قبيل الاختبارات النهائية للفصل الثاني وتوجهنا لمقهى أذكره جيداً إذ لاحظت على أصدقائي ارتباك غريب وكأنهم يخفون عني شي ما وبعد أن سألتهم عن سبب هذا الارتباك طالبوني بأن أقطع وعداً على نفسي بأن يظل الأمر سراً بيننا وهذا ما حدث بالفعل، عندها أخبروني بأنهم يريدون تدخين الحشيش أذكر أنني شعرت بالصدمة حينها ولكنني حاولت أن أبين لهم أنني معتاد على مثل هذه الأمور حيث وزعوا السجائر بعد أن قاموا بلفها خفية عن عمال المقهى وأغلقوا الغرفة وناولوني واحدة فأخذتها وبدأت في تدخينها، ومن هنا كانت البداية إذ كنت أشعر بأن ما أفعله نوع من أنواع (المرجلة) حيث استمر الأمر حتى أدمنته بعدها تدهورت نفسيتي وانقطعت عن الدراسة في الصف الثاني من المرحلة الثانوية، وبدأت عائلتي تبحث عن أسباب تدهوري خصوصا مع كثرة طلبي للمادة إلى أن اكتشفوا أمري، عندها أقنعوني بضرورة العلاج ونقلوني إلى مستشفى الأمل فرفضوا استقبالي لعدم توفر سرير لنلجأ لعيادة خاصة داومت على الذهاب إليها مدة حتى نجحت في الإقلاع إلا أنني عدت أتعاطى بعد شهرين هرباً من ظروفي كوني عاطل عن العمل ليقرر والدي تزويجي لقناعته بأن الزواج الدواء الحقيقي، ولكن النتيجة كانت عكسية فأنا الآن لدي طفل وزوجة ولازلت متعاطي وعاطل عن العمل مما يجعلني أشعر بثقل الحمل حتى اقتنعت بأن زواجي كان ظلماً لي ولزوجتي التي غادرت إلى منزل أهلها أربع مرات.
* الحربي: الأطفال ضحايا المروجين أما نايف بن عبدالرحمن الحربي ـ طالب بجامعة الملك عبدالعزيز ـ فقد تحدث عن ما وصفة بـ(السم ) بقولة: أنا أسكن حي شعبي تكثر داخله العمالة المتخلفة التي تتفن في جلب كل ما هو ممنوع مادام يدر الكثير من المال، لذا فقد رأيت بعيني وسمعت أيضا عن قصص يندى لها الجبين خصوصاً إذا ما وجدت أن السواد الأعظم من ضحايا مروجي (الحشيش) من صغار السن حتى أن البعض بات يحرص على الإيقاع بالأطفال لاستغلالهم جنسيا أو غير ذلك كأن يقوموا بتحويلهم إلى متسولين حتى أن معدومي الضمير قد يجمعون الاثنتين كما حدث في قصة سمعتها قبل عامين من الآن لطفل كان من المتفوقين دراسيا ويبلغ من العمر (12) أوقع به مروج في تدخين سجائر الحشيش حتى أدمنها وأضحى كاللعبة يحركها كيفما يشاء، حيث ثبت أنه تحرش به جنسيا أكثر من خمسين مرة، بالإضافة إلى أنه كان يجبره على التسول إلا أنه وقع في قبضة العدالة ليلاقي جزاءه، ولكنني لازلت أتساءل كيف هي حياة ذلك الطفل الآن وما نوع المستقبل الذي ينتظره.
* العمري: التفكك الأسري يجعل من (الشارع) مربياًهذا وقد أكد سلطان العمري أن من الأسباب التي تدفع المراهق لتعاطي الحشيش أو أي مادة مخدرة من وجهة نظره تتلخص في غياب الرقابة بالإضافة إلى التفكك الأسري وفقدان مبدأ التكافل داخل المنزل ومرافقة أصدقاء السوء، ويزيد: في أحيان كثيرة يترك الوالدان أبناءهم ليتكفل الشارع بمهمة تربيتهم إما لطلاقهم أو لانشغالهم بالكد وتوفير المادة على حساب تنشئة الابن، لذا نجد أن نسبة الانحراف تكثر في مثل هذه الحالات، هذا وأستميحكم عذراً في مناشدة الأسر بأن تهتم أكثر بهذه الجوانب فالمادة لا تعني بالضرورة الحياة، وكم من القصص التي تمثل شاهداً حقيقياً لما أقول.
* الطب: الهلوسة تقود المتعاطي للجنونمن جهته أكد الدكتور عاطف الحصري أخصائي علم النفس والحاصل على الزمالة الكندية المتخصص في معالجة الإدمان: أن الحشيش مادة خطيرة وتسبب أمراضا عقلية، أهمها مرض يشبه الفصام، حيث يعاني الشخص الذي يتعاطى الحشيش وخاصة الذين يستخدمونه لفترة طويلة من هلاوس سمعية، حيث يسمع أصوات غير موجودة وكذلك قد يرى أشياء غير موجودة وهو ما يعرف بالهلاوس البصرية، هذه الهلاوس السمعية والبصرية مزعجة جداً لمن يعاني منها، حيث تضايقه الهلاوس السمعية وأحيانا يتخاطب معها مما يجعل الآخرين يستغربون مع من يتحدث هذا الشخص؟ وأحيانا يستجيب الشخص للهلاوس السمعية التي تعطيه أوامراً مثل افعل كذا وافعل كذا، وأحيانا تأمره بإيذاء الآخرين المقربين منه مثل زوجته أو أولاده، والهلاوس البصرية تجعله يشعر بالرعب فهو يرى أشياء غير موجودة وتشعره بالخوف الشديد وربما فضل البقاء في مكانه وعدم الحراك حتى لا يثير هذه المخلوقات المخيفة التي يراها.
أيضا الحشيش يسبب ما يعرف بالاضطراب الزوري وهو الشكوك المرضية، بمعنى أن الشخص يصبح يشك بجميع من حوله، ويتوهم بأن هناك مؤامرة ضده، ويبدأ سلسلة من المشاكل مع المحيطين به فيشك في أقرب الناس إليه، فإذا كان متزوجاً يبدأ بالشك في زوجته ويقوم بتفسير الأمور بصورة مغايرة وربما انتهى زواجه بمأساة بسبب تعاطيه للحشيش، ويشك في زملائه في العمل ويبدأ سلسلة من المشكلات مع موظفيه ومديريه بحجة أن مديريه لا يعطونه ما يستحق من احترام، وكذلك يصبح عنيفاً مع من يرأسهم حيث يعتقد بأنهم لا يحترمونه كرئيس لهم، ويتهمهم بأنهم يحيكون المؤامرات للإطاحة به حتى يتولى واحد منهم مكانه، ويبدأ أيضا في الشكاوى للمسؤولين عن أشياء لم تحدث وربما يصبح عنيفاً ويحاول أن يؤذي بعض من يعملون معه بدنياً أما بالضرب أو ربما بالتهديد بالقتل، كذلك يؤدي الحشيش إلى الاكتئاب عن طريق تأثيره على بعض المواصلات العصبية في الدماغ، وكثيراً ما يشاهد الشخص الذي يتعاطى الحشيش عصبياً متوتراً وقلقاً يثور لأتفه الأسباب، ودائماً يشكو من ضيق الصدر والتوتر دون أسباب ظاهرة، ويبحث دوماً عن مبررات لكآبته ويعزو هذه الكآبة إلى عدم تدخينه الحشيش..!
* ماهو الحشيش؟يستخرج الحشيش من القنب، وهو نبات متوحش ينمو في المناطق المعتدلة، ولكن يمكن زراعته في المناطق الأخرى الباردة أو الحارة إذا توفرت له العناية المناسبة، وهذه النبتة تتكون من ذكر وأنثى وعندما تنضج النبتة الأنثى تفرز زهرتها مادة سائلة يستخرج منها الحشيش، أما أوراق هذه النبتة فهي ما يعرف بالماريجوانا، لذلك فالحشيش والماريجوانا هما نفس المخدر. و(الماريجوانا) هي كلمة برتغالية الأصل مشتقة من (ماريانجوانجو) وتعني التخدير باللغة البرتغالية.