تصل أعداد المسنين الذين بلغت أعمارهم ستين عاما فأكثر إلى حوالي مليون مسن في الممملكة العربية السعودية ومن المتوقع تضاعف هذا العدد خلال السنوات القلية القادمة وذلك بسبب التحسن الكبير في الخدمات الصحية في المملكة. هذه الأعداد الكبيره من كبار السن تحتاج إلى رعاية وعناية خاصة تليق بهذه الفئة التي ساهمت في بناء هذا الوطن وتلبي احتياجاتها الطبية الخاصة بهذه المرحلة العمرية.
هناك العديد من المشاكل الصحية التي تنتشر بشكل خاص عند كبار السن ومن ذلك :
1- سلس البول :
تنتشرمشكلة سلس البول كثيرا عند كبار السن وقد بينت الدراسات أن حوالي 40% من كبار السن يعانون من هذه المشكلة الصحية وعلى الرغم من سهولة تشخيص هذه المشكلة الصحية ووجود العلاج الناجع لها بإذن الله فإن الكثير من كبار السن يتحرجون من مصارحة الطبيب بهذه المشكلة الصحية كما أن كثيرا من الأطباء لا يسألون المرضى من كبار السن إن كانوا يعانون من هذه المشكلة الصحية ولما تمثله هذه المشكلة من أهمية خاصة عند المرضى لارتباطها بقضية الطهارة للصلاة فإنه ينبغي أن لا ينحرج المريض في عرض مشكلته للطبيب وذلك لتقييم الحالة وإعطاء العلاج المناسب.
2- الإمساك :
بينت الدراسات الإحصائية أن حوالي 35% من كبار السن يعانون من مشكلة الإمساك ويرجع السبب في ذلك إلى قلة شرب السوائل وعدم تناول الأغذية التي تحتوي على الألياف، أو تناول بعض الأدوية التي قد يكون الإمساك أحد أعراضها الجانبية، إضافة إلى محاولة المسن تثبيط الرغبة في قضاء الحاجة وتجنب الذهاب إلى دورة المياه وذلك لصعوبة الذهاب إلى دورة المياه أو لشعور المسن بالحرج لحاجته إلى من يساعده في قضاء الحاجة. ينبغي لمن يعاني من هذه المشكلة مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة ثم إعطاء العلاج اللازم ومن ذلك صرف الأدوية الملينة التي يمكن استخدامها عند الضرورة .
3- السقوط :
يتعرض حوالي 30% من كبار السن للسقوط وذلك لأسباب مختلفة منها : الأرضية غير المستوية في المنزل وضعف البصر، وآلام المفاصل، وضعف الإحساس في القدمين، وتناول بعض الأدوية التي قد تشعر كبير السن بالدوار. يجب عرض كبير السن الذي يتعرض للسقوط للطبيب وذلك للتأكد من سلامته من الكسور (ومن ذلك كسر عظم الورك) أو الكدمات ثم المساعدة في منع تعرض المريض للسقوط مرة اخرى .
4- الاكتئاب :
يعاني حوالي 25% من كبار السن من الاكتئاب وتعود أسبابة عند المسنين إلى فقدان الأحبة من الزوج أو الزوجة أو الأصدقاء، أو الشعور بالوحدة والعزلة بعد التقاعد، والحقيقة أن الشعور بالحزن في هذه الحالات هو أمر طبيعي ولكن إذا استمر هذا الشعور وبدأ يسيطر على حياة المسن فيجب أن يعرض على الطبيب لتقييم الحالة وإعطاء العلاج الناجح، ومن ذلك إعطاء الأدوية المضادة للاكتئاب التي لها فعالية كبيرة في علاج الاكتئاب بإذن الله .
5- مرض الخرف :
تصل نسبة المسنين المصابين بهذا الداء حوالي 3% ممن يبلغون ستين عاما وتزداد نسبة الإصابة بهذا الداء لتتجاوز 30% ممن بلغوا الثمانين من العمر. وهذا المرض يؤثر على الذاكرة ويفقد المريض العديد من المهارات التي اكتسبها في حياته مما يفقد المريض القدرة على العناية بنفسه أو تدبير شؤونه، كما يؤثر بشكل واضح على نفسية المريض مما يجعله حاد الطباع والمزاج مما قد يثير غضب المقربين منه. والحقيقة أنه لا ذنب للمريض في هذه الأعراض المرضية التي تصاحب مرض الخرف. يعتقد الكثير أن هذه الأعراض هي أمر طبيعي عند المسن ولا تحتاج إلى عرض المسن على الطبيب، وهذا الاعتقاد خاطئ بلا شك، بل يجب عرض المريض لإجراء الفحوصات المناسبة وتحديد نوع الخرف واعطاء العلاجات المناسبة التي يمكنها بإذن الله المساعدة على السيطرة على أعراض هذا المرض .
الإجراءات الوقائية للمسنين:
هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي ينبغي أن يحرص عليها المسن ومن ذلك الفحص الدوري السنوي الذي يشمل فحص الضغط والبصر والسمع مع تحليل السكر والكلسترول في الدم. ومن ذلك فحص هشاشة العظام وخاصة للنساء الكبيرات في السن. كما ينبغي مراجعة تطعيمات المسن، وإعطاؤه التطعيمات الوقائية المناسبة التي تشمل التطعيم ضد الأنفلونزا بشكل سنوي والتطعيم ضد ذات الرئة والتطعيم ضد الكزاز كل عشر سنوات والتطعيم ضد التهاب السحايا كل ثلاث سنوات.