انقلابات نفسية وجسدية وحياتيةتظهر على العديد من النساء وعلى مدار الساعة، فالمشكلات والهموم لا تنتهي والتوتر لا يتوقف، والسبب كما ترى الأغلبية يعود للعين والحسد والسحر كل واحدة تبدأ في وضع قائمة للحاسدات اللواتي تعتقد انهن سبب كل ما تمر به ونجد اليقين وتحديد أسماء معينة اصابتها بالعين وقلبت حياتها وجعلتها مربوطة أو متراجعة عن الاقدام على أمور الحياة او مريضة وبين الحقيقة والوهم تعيش النساء ملقيات بكل ما يحدث من سوء صغر أو كبر للحسد.
قسمة ونصيب* هند إبراهيم فتاة ترجع طلاقها للحسد، فتقول لقد تمت خطبتي لشخص ذي مكانة مرموقة، وكانت الأمور تسير بهدوء ودون منغصات وبكل هدوء تم الطلاق قبل الزواج، ومن ذلك اليوم أجد نفسي غير قابلة للاقدام على الزواج فكل المشاريع في هذا الجانب تنتهي قبل بدايتها ولا أعلم لماذا البعض قال إنها نظرة حاسد أو حاسدة أو سحر فأنا امتلك كل مقومات الفتاة الجميلة القادرة على تكوين أسرة والحفاظ عليها، لقد سيطر على تفكيري فترة طويلة انني محسودة ومن أناس أعرفهم ومازلت إلا أن إيماني بالله يجعلني ادرك ان كل شيء قسمة ونصيب ونصيبي مقبل بإذن الله لان الله مع الصابرين ويعلم الله انني صابرة ونيتي سليمة.
دمر علاقات* تؤكد رنا مؤمن أن الحسد ظهر وانتشر، وتمضي نعم الحسد شتت أسر ودمر علاقات سوية وانهى حياة كانت قائمة بين طرفين، وكذلك للحسد دور في أمراض عديدة جعلت أصحابها غير قادرين على الحركة بعد نشاط وحيوية وانطلاق لفت نظر من حولهم مما أصابهم بالعين الحاقدة التي تتمنى زوال النعمة، وأرى أن ظاهرة الحسد منتشرة وتنم عن وجود نفوس خبيثة لا تدرك ما تفعل، فكل ما لديها هو أن تمتلك كل شيء وتترك الآخرين خالين الوفاض، وأنا اشعر بالحسد في أمور كثيرة تكون في يدي ثم تختفي بمجرد المعرفة بها من قبل أشخاص لهم علاقة بالحسد أو السحر واعتقد انها حقيقة ثابتة وليست وهم.
حسد وضيق وطلاق* سلوى عبدالعزيز (موظفة) تنظر لمشاكلها بحزن معتقدة انها ترجع للحسد، وتصف العين بقولها جعلتني أشعر بالضيق الدائم والبعد عن الناس بعد أن فقدت زوخي المخلص وابتعد عني دون أسباب واضحة، وقد أكد لي أنه ابتعد عني وارسل لي ورقة الطلاق دون إرادته وما زلت لا أدري ما حدث وكلما مر بي شريط الذكريات أشعر بالحزن والقلق والشك في الاخرين المحيطين بي واتهمهم بالحسد والسحر دون إبداء ذلك لأحد حتى لا تحدث مشكلات، والله العالم بما حدث وما يجعلني أصبر أن كل شيء قضاء وقدر وحتى ولو كانت العين الحسادة، وهذا ابتلاء للمؤمن، وهذه المشكلة أثرت على علاقتي بأسرتي وعلى انتاجي العملي لدرجة كبيرة جعلتني مصابة بحسد عام.
قطيعة اجتماعية* الأخصائية الاجتماعية سعاد إسماعيل تقول: لقد حدثت مشكلات اجتماعية عديدة بسبب الحسد أو الاعتقاد من قبل البعض ان أناس بعينهم يسلطون عليهم عين الحسد، وقد لا يكون لهم يد فيما يحدث إلا ان الظنون تغلب وتلقي بثقلها على الناس، وقد كبرت مشكلات وتضخمت وحدثت قطيعة بين الأخوان والأقارب بسبب وجود الحسد أو الاتهام به دون وجود حقائق ثابتة، وتبقى الأحقاد بين الكثيرين من أفراد المجتمع واردة وقائمة بسبب عدم الاقتناع بما وهبه الله للإنسان وتمني ما بيد الغير حتى انعدمت الثقة وأصبح الأمر يصل لمكانة كبيرة الخطورة في العلاقات الاجتماعية، وظهر الافتراق لأن فلان حاسد وفلانة حاسدة صدقاً أو وهماً، وتبقى أهمية التوعية بصفاء النفوس وإزالة الأحقاد والنظر للغير بالغبطة ومواصلة الطموح لتحقيق ما يصبو إليه دون منغصات على الغيرب وتكدير صفو حياتهم وكلما كان الود قائم بين جميع الأطراف يشعر الجميع بالبهجة والاستقرار والفرحة لفرحة الغير.
حقيقة علمية* لقد ذكر الدكتور خمساوي أحمد الاستاذ بجامعة الأزهر الذي أعد دراسة الحسد بين القرآن والعلم الحديث أن العلم الحديث استدل بالدين ليثبت أن ما جاء في القرآن الكريم في قوله (ومن شر حاسد إذا حسد) وما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم (العين حق) وقوله (العين حق ستنزل الحالق) والحالق هو الموت، فالحسد له حقيقة علمية توصل إليها العلماء مؤخراً وهي أن هناك ثغرة وللطاقة داخل الجهاز العصبي للإنسان إذا سلطها على شيء معين بواسطة المخ أو الإشارات المخية ضرر في هذا الشيء أو الإنسان الذي سلطت عليه وصنف دكتور خمساوي الحسد إلى ثلاثة أقسام:
ـ الغبطة أو المنافسة وهذا النوع من الحسد محمود ومطلوب.
ـ النوع الثاني تمني زوال النعمة من المحسود.
ـ النوع الثالث يقصد به التأثير المادي الملموس الذي يحدث للمحسود بتأثير من نفس الحاسد وهو ما يطلق عليه العين أو النظرة.
وأكد خمساوي أن الحسد شعور أخلاقي يمكن مقاومته وتهذيبه والتحكم فيه بتدريب النفس، أما العين فهي حالة شبه حيوية لا يمكن للشخص منعها كما انها من الأمور التي تم اكتشافها حديثاً والتي اثبت فيها العلم ما سبقه إليه القرآن الكريم والسنة النبوية منذ أكثر من 14 قرناً، وذلك لأن الجهاز العصبي للإنسان ما هو إلا نظام طاقة مضبوط عند مستوى معين ومنتظم وهذه الطاقة تؤثر فيها مراكز موجودة في المخ تعطي اشارات كي تخرج هذه الطاقة إلى هدف معين، وبذلك يتم تفسير حدوث الحسد.